╢♥╟من يسيطر على الإنترنت &

ربما كان الانترنت من اعظم الخدمات التي يقدمها الكمبيوتر للبشر، واصبحت هذه الشبكة فى العقد الاخير اهم وسيلة للتواصل بين البشر في القارات الخمس من خلال نقل المعلومات، وتبادل الاخبار، بل اصبحت هذه الشبكة وسيلة للتبضع وحجز الفنادق والطائرات، وللتبادل التجاري بين الافراد والشركات، ويستطيع اي شخص الآن الدخول على مواقع كبريات الصحف وقراءتها، حتى قيل ان الشركات تجازف بمستقبلها كمشروع تجاري ان لم يكن لها موقع على الانترنت.


قراءة تاريخية
مما لا شك فيه ان شبكة الانترنت هى احدى الحسنات، التي قدمتها البنتاغون للبشر، واعتمد البنتاغون على هذه الشبكة طوال الحرب الباردة كوسيلة للاتصالات السرية التي لم يستطع السوفيت كشفها، وان بعد وضعت الحرب اوزارها كشف اللثام عنها واصبحت هذه الشبكة مفتوحة للجميع، وعلى مدار ثلاثين عاما كان هناك شخص واحد يدير تلك الشبكة، وهو استاذ متخصص في علم الكمبيوتر فى جامعة جنوب كاليفورنيا واسمه جون بوستل.


وتقول مجلة 'نيويورك تايمز' ان جون بوستل كان يتخذ كل القرارات الفنية كاعطاء الدول رموز مواقعها من قبيل الرمز KW للكويت.


و ظلت ادارته فى يد حكومة الولايات المتحدة الاميركية الى عام 1998 حين ارتأت نقل ادارة الشبكة الى مؤسسة غير ربحية تسمى اختصارا ايكان. وما زالت هذه المؤسسة الاميركية تتحكم في عمل الانترنت وهو ما اثار حفيظة باقي دول العالم، ذلك ان تفردها بالسيطرة يثير كثيرا من المشاكل من قبيل المنازعات بين الدول على الرموز كاعتراض الصين على اعطاء تايوان رمزا مستقلا.

دور الشركات الكبيرة
هناك عدد هائل من الشركات الداخلة في اعمال الانترنت، ومع رغبة تلك الشركات في التحكم بالوسائل العديدة التي تتعامل مع الانترنت على اختلاف مستوياتها مثل برامج التصفح وانظمة التشغيل والمكونات وانظمة الاتصال وخدمات تزويد الانترنت واجهزة الخدمة واستضافة المواقع وانتاج برامج تصميم المواقع ومواقع مداخل الانترنت والبحث وغيرها، مع ذلك لم ينجح احد منها في الحصول على اي درجة كبيرة او ملموسة من التحكم الانترنت فى مجمله.

و من هذه الشركات شركة مايكروسوفت، والتى تعد اقوى الشركات في مجال انتاج برامج معدات الخدمة وبرامج تصميم الصفحات، ولكن ما يحدث لمايكروسوفت الآن من قضايا قد تدمر او تضعف الشركة، هو دليل على عدم قدرتها بالتحكم بكل شيء بالانترنت، خصوصا انها ضعيفة في مجالات عديدة مثل مجال الاتصالات وبناء المعدات. كما انها غير قوية في مجال تزويد خدمة الانترنت. وايضا شركة اميركا اون لاين القوية في مجال المواقع فقط، ولكن ليس لها علاقة بالمعدات الصلبة او البرامج المستخدمة. وهناك شركة يويونيت المتميزة في مجال الاتصالات وتزويد الخدمة، وليس اكثر. وشركة سيسكو سيستيمز التى تقوم بتصنيع اجهزة الرويتر المستخدمة كمعدات لمزودي خدمة الانترنت، ولكن ليس لها عمل آخر. وهكذا ليست هناك شركة معينة، يمكن ان نقول بتحكمها بدرجة ملحوظه في الانترنت.

محاولات من الحكومات
هناك العديد من الدول التى تحاول التحكم بشكل كامل في الانترنت. ومنها الصين واندونيسيا واستراليا ومعظم دول الشرق الاوسط وبعض الدول القليلة الاخرى. وتقوم هذه الدول بالتحكم بصرامة في عملية دخول للانترنت، ولا يمكن الا لعدد محدود للغاية من الافراد ذوي الخبرة والمهارة الكافية من ناحية فنية لهم القدرة على كسر القوانين واستعمال الانترنت بالشكل الذي يريدونه.


و في اماكن اخرى من العالم يجري الحديث لاتخاذ اجراءات كضوابط على الانترنت. مثلا في بريطانيا فان الحكومة قد اجبرت شركات تزويد خدمة الانترنت على ان تكون تلك الشركات مفتوحة الاتصال بأجهزة الامن والمخابرات، مما يسمح بسهولة الوصول لاي رسالة بريد الكتروني يتم ارسالها من خلال بريطانيا عموما. وبالتالي التدخل باعمال الانترنت بشكل او بآخر.


و يتضح مما سبق ان الحكومة الاميركية تعتبر اللاعب الاكبر فى هذا المجال، وتستطيع التحكم في معظم الاشياء المتعلقة بالانترنت. وما دام الانترنت يقوم بتقوية الاقتصاد الاميركي باستمرار فان الحكومة الاميركية لن تقوم بالتدخل به. اما اذا جاء وقتا خالف فيه الانترنت هذا الامر ولم يعد مفيدا للاقتصاد الاميركي فيمكن توقع كل شيء. ان معظم الاجزاء المكونة للانترنت هي اميركية الاصل. يكفي ان من اهم نقاط الضعف فيه هو تسجيل الدومين اي اسماء العناوين التي تتم في اميركا.

المؤثرات الأخرى
هناك العديد من الجمعيات او النقابات والتي وان كان كل منها بمفرده صغيرا في حجم تحكمه في الانترنت ولكنها كمجموعة يمكنها تكوين قوة فاعلة.من اهم هذه المجموعات تلك الوحدة العاملة في مجال الشبكة العنكبوتية العالمية W3C ، والتي تعمل بجهد ممتاز في سبيل خلق المواصفات والمعايير الموحدة لها بغض النظر عن الاتجاه الذي تذهب اليه. وهذه المجموعة غير مرتبطة بشركة او حكومة معينة. وبالاضافة لها فان هناك عشرات من المجاميع المشابهة تقوم بابحاثها وجهودها لدفع عجلة الانترنت للامام من دون ان يكون لاحد نفوذ عليها.


وايضا الافراد القائمين على العمل في الانترنت في كل مكان في العالم. خصوصا مسؤولي الشبكات المختلفة والمواقع المهمة. انهم الافراد الذين يقررون كيف ستسير الامور يوميا وبشكل عملي وفعلى. هم الذين يعطون للانترنت شكله النهائي، وصورته الحقيقية. هم الذين يعرفون من اين تأتي المواقع المسيئة والمشاكل وكيفية منع حدوثها من خلال ادارتهم للشبكات.


و مما سبق ذكره يتضح ان اعدادا هائلة من الافراد والمجموعات والشركات والحكومات تقوم بالتحكم في الانترنت. وبالتالي فان من يتحكم بالانترنت هم الجميع. هؤلاء الجميع يتحكمون به بدرجات تكاد تكون متساوية للدرجة التي يمكننا القول بان لا احد يتحكم يالانترنت فهو حصيلة جهود واسهامات مشتركة لعدد كبير من المنظمات والمؤسسات والمعاهد التي تسهم بأنظمتها الحوسبية وبمواردها في خدمة وصيانة وتحديث هذه الشبكة. وبناء على ذلك لا يستطيع اي شخص او مؤسسة ان يدعي ملكيتة للانترنت.


وهناك العديد الهيئات والمنظمات التي تلعب دورا مهما في مجال الانترنت:
1- IETF The Internet Engineering Task Force: وهى هيئة عالمية كبيرة تفتح باب الاشتراك فيها لجميع مصممي الشبكات. وتقوم بتطوير الانترنت، وحل المشاكل التقنية التي قد يواجهها الانترنت.
2- IESG The Internet Engineering Steering Group: هيئة تقوم بادارة نشاطات IETF، اضافة الى مراجعة المعايير التي تضعها.IEFT
W3C The World Wide Web Consort tium: تشجع تطوير المعايير المفتوحة للويب مثل HTMLلغة النص المترابط).
IAB Internet Architecture Board: تقدم استشاراتها وتوجيهاتها لمجموعة IETF، كما تحدد IAB الهيكلية العامة للانترنت وعمودها الفقري.
ISOC Internet Society: تبدي هذه الجمعية آراءها في السياسات والممارسات المتعلقة بالانترنت. وتسعى هذه الجمعية التي تشرف على كل من IAB و ISOC الى تعزيز ورفع مستوى استخدام وتطوير وصيانة الانترنت.
ICANN The Internet Corporation for Assigned Names and Numbers: مؤسسة غير ربحية تتولى ادارة عناوينIP واسماء المجالات.